تعلمت من مناقشة الرسائل

.

استعرض هنا أبرز ما استفدته من مناقشتي ومن حضوري لعدة مناقشات أخرى:

قبل المناقشة.

اقرأي رسالتك وتوقعي الأمور التي سيتم مناقشتك فيها، بأن تضعي نفسك موضع المناقشين وتتفقدي الرسالة من الناحية العلمية والشكلية.

طبيعة المناقشة.

لا تنتظري ذكر محاسن رسالتك، لأن طبيعة المناقشة تقتضي ذكر الملاحظات فهيئي نفسك لذلك النقد، وليكن في ذهنك أنه سيفيدك لإخراج الرسالة بصورة نهائية لائقة فالمناقشة كالتدقيق وعلى الأغلب سيتم تجاوز الأمور الحسنة ويتم ذكر الأخطاء لتنبيهك لها.

كثرة المناقشات لا تعني رداءة البحث.

فالمناقشة طبيعتها تقتضي التركيز على الأخطاء ومناقشة أسباب وجودها فمن الطبيعي أن يمضي الوقت فيها ولايعني ذلك رداءة البحث أبداً.

لاتنتظري تبرير المشرف عنك.

كثير من الباحثات تعتقد قبل المناقشة أن المشرف سيتكلم كثيراً ويبرر معها، ولكن الذي يجري في المناقشات أنه قليلاً ما يتكلم حتى في الأمور التي اقترحها هو وجاءت المناقشة حولها، فغالباً يترك الباحثة هي من تتولى أمر الرد والإجابة عنها، لذلك قبل المناقشة حضري مالذي يمكنك الإجابة عنه.

تجنبي إلقاء اللوم على المشرف أو أي أحد آخر.

ولا يعني ذلك عدم تحميل المشرف المسؤولية وإنما عليك الإشارة لذلك بشكل غير مباشر، فحينما تقولين:  “المشرف اقترح علي ذلك” او “أنا سألت المشرف وبناءً على رأيه” هذه العبارات لن تشفع لك وقد تتم مناقشتك حولها حيث أن هذه رسالتك وأنت الباحثة.

فقط عليك الاشارة وتذكير المشرف أن هذا كان اقتراح منه مثل قولك: ” نعم قد لفتت انتباهي هذه النقطة أثناء بحثها فتراجعت مع المشرف حولها وهو ذو خبرة ومن المؤكد أن لديه وجهة نظر علمية حولها ووصلنا إلى عرضها بهذه الطريقة وستتم مراجعتها مع المشرف مرة أخرى بإذن الله بعد المناقشة” أو نحو ذلك من العبارات التي فيها إشارة دون إلقاء لوم مباشر.

حينها إن كان للمشرف رأي فسيعرضه وإن كان مخطئاً فيسكت دون إحراج له، وأيضاً ذلك يدل على تقبلك الملاحظة وهذا له شأنه في تحصيل تقييم عالي.

أثناء إجابتك على الملاحظات.

احرصي على أن تكون مناقشتك ووجهة نظرك مبنية على أساس علمي واضح تستندي عليه، وإن لم يكن لديك فاكتفي بعبارة سيتم مراجعتها أو اشكري المناقش على ملاحظته.

هناك أمور لها أكثر من منظور صحيح.

ضعي في ذهنك أن الأمور الشكلية وخاصة الفهارس لها أكثر من طريقة معتمدة علمياً وكلها صحيحة وقد تواجهين مناقشاً أو مشرفاً يجبرك على طريقة واحدة فاجعلي إستنادك حينها أن الطرق كثيرة وأنك التزمتي أحدها.

ليست كل آراء المناقشين خاطئة وليست كلها صحيحة.

بعض الباحثات تضع في ذهنها قبل دخول المناقشة أن المناقشين يريدون التخطئة فقط، وهذا أمر غير صحيح بل هم أيضاً متخصصون قبلك في مجالك فاحرصي على كتابة ملاحظاتهم وتأمليها بعد المناقشة، وصححي ماترينه خطأً وأبقي ما ترينه صحيحاً.

عند اقتناعك التام بصحة رأيك أو صحة طريقتك في كتابة الرسالة وتخطئة المناقشين لك أو إصرار أحد المناقشين على تغيير نقطة معينة.

اكتفي بعرض سببك ولاتكثري الجدل وتصرّي على الرأي فلا فائدة من إكثار الجدل؛ لأن الرسالة رسالتك ورأيك سيبقى فيها وليس لأحد إجبارك على كتابة شيء أو حذفه عند الطباعة النهائية، فالقرار لك بالنهاية وهم مجرد مناقشين قد تكون لهم آراء أخرى ليس إلا.

فتقبلي النقاش بصدر رحب وتفكري بالمسألة بعد انتهاء المناقشة ثم امضي على الذي ترينه صحيحاً بعد النظر فيها، واكتفي حين المناقشة بمجرد عرض المسبب وأنهي النقاش بأنه سيتم مراجعة هذه النقطة والشكر للفت الإنتباه لها.

ليس شرطاً أن يتم الرد على كل ملاحظة.

إذا لم يكن لديك وجهة نظر واضحة في المسألة أو فعلاً كان هناك خطأ من قِبلك حينها اكتفي بالشكر على الملاحظة وكلمة سيؤخذ بعين الإعتبار أو نحو ذلك، واحرصي على اصلاح الأخطاء ومراجعة رسالتك قبل الطباعة النهائية.

يوم عابر للمناقشين.

يوم المناقشة هو يوم يطول انتظاره من قِبلك كباحثة ففيه نتيجة جهدك، وشعور التعب هو الغالب عليك حينها وقد يؤثر ذلك على تقبلك للملاحظات وقد تشعر بعض الباحثات بوجود ضغط من قبل المناقشين عليها و باحباط وقد تفكر بالاتصال بهم وعرض صحة آراءها لهم بعد المناقشة.

لكن إذا نظرنا للواقع أكثر يتضح لنا أن يوم مناقشتك هو يوم راسخ في ذاكرتك بتفاصيله لأهميته لك وبالمقابل ليس هو إلا مجرد يوم عابر في ذاكرة المناقشين وتفاصيله لا يمكنهم تذكرها، ولديهم عدد من المناقشات بعد وقبل مناقشتك، فـعليك نسيان حدة النقاشات والعيش في لحظة فرحك بتمام إنجازك.

بعد المناقشة مباشرة.

احرصي على أخذ نسختك من ملاحظات المناقشين المكتوبة وراجعيها، ثم فنديها وخذي الصحيح منها وأصلحيه في رسالتك، وإن أراد المناقشين الاحتفاظ بنسختهم فاطلبي ورقة ملاحظاتهم لتصويرها والاستفادة منها.

وللأسف عدد من الباحثات بمجرد أن تأخذ الدرجة لاتصلح شيئاً إلا أبرز الأمور ، وهنا يحسن التذكير بحديث (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ)-حسنّه الألباني-، وهذا البحث سيحتاجه غيرك من اللاحقين كما احتجت بحوث من سبقك، فتسليمه بما يحوي من أخطاء أمر لايليق بباحث أراد العلم والنفع وليس مجرد الدرجة، ناهيك عن أن هذه البحوث أياً كان تخصصها من العلم الذي ينتفع به فاتقان العمل فيها مطلب.

لا داعي للعجلة أثناء مراجعتك للرسالة قبل الطباعة النهائية.

غالب الباحثات بعد المناقشة تريد إنهاء موضوع الرسالة بأي شكل؛ لمللها أو استنفاد طاقتها، أعتقد أنه يجب التأني في تنقيح رسالتك وتصحيحها ولو أخذت وقتاً فهذه الرسالة ستبقى على أرفف المكتبات الجامعية وسيرجع لها عدد من الباحثين لذلك راجعيها أكثر من مرة شكلياً وعلمياً ولاتتجاهلي شيئاً يحتاج الإصلاح شكلياً كان أو من صلب الدراسة.

.

التعليقات مغلقة.