كلنا ذاك الطفل

لو رأيت طفلك

يحمل زجاجاً ويرغب بكسره

لأنه يعتقد أن صوت وقوع الزجاج

وشـكل انتثـاره فوق الأرض

سيسعده ويعجبه كثيراً   !!

هل ستتركه يفعل ذلك

لكي يشعر بالسعادة

أم ستأخذ الزجاج منه حمايةً له من الضرر ؟

ما ستفعله هو نهيه عن ذلك

وأخذ الزجاج منه رغم منظره البـرّاق

ولكن!!

لن يعجب الطفل تصرفك

وسيمطرك بوابل من البكاء والعتب عليك

ويرمقك بنظرات السخط

لأنك حرمته سعادته

التي يعتقدها بذلك الشيء.

و في الواقع :

ما فعلته أنت هو عين الصواب

لأنك تدرك أن ذلك خطر عليه

بينما هو لا يعلم ما تدركه أنت.

وكذلك نحن !!

تحصل لنا بعض الأقدار

التي تحول بيننا وبين حصول ما نريد

وفي أقل الأحوال تصيبنا بالأسى

لأننا ذاك الطفل

الذي لا يعلم عاقبة الأمور

وفي الواقع :

هذه الأقدار لصالحنا

فالذي قدرها لنا هو الله عز وجل

العليم الحكيم الرحيم

وله المثل الأعلى سبحانه

ولو علمنا أن هذا القدر

نجاة مما هو أعظم منه

لكنّا أسعد الناس.

فلندرك أن الأقدار التي اختارها الله لنا

هي الأفضل والأسلم وأن مصلحتنا فيها

وإن كانت في ظاهرها لا تبدو لنا كذلك .

التعليقات مغلقة.