زاحموهم بمن يستحق

عندما يصلني ويظهر لي في مواقع التواصل الإجتماعي والمقاطع المرئية وأرى فيها الشيء الجميل والممتع والمسلي، وأرى في المقابل من مشاهيرها من يمكن تسميتهم “فقاعات” إن صح التعبير .. فارغين من الداخل لا فوائد ولا معلومات ولا فن ولا أهداف.. وبعضهم افتقد احترام الذوق العام..

عندما تتيح الأم الجهاز لصغيرها وصغيرتها لمتابعة هذه الفقاعات المنتشرة المتطايرة في البرامج والتطبيقات التي أرجو أن يتعجل تلاشيها..

عند تقليد هذه الفقاعات وإرسال الدعوات لهم “لعمل اعلانات وغيره” وجعلهم في وجاهة المجتمع وتقديرهم على فراغهم..

عندما يوجد غيرهم من مشاهير هادفين لكن لا يجدون هذا التقدير وهذه الدعوات.. بل ومن الهادفين من لايجد الدعم الإعلامي من أساسه..

عندما نرى مبتكراً وصاحب اختراع وحاصل على مراكز لا يوجه إعلام له..

حين يكون هذا الفراغ وتلك الفقاعة وجاهة تدعى وتكرم وتقابل حينها أعتذر للمجتمع وبقايا العقول وللهادفين منه وللمبتكرين والموهوبين للناضجين وكذلك لأفراده الطبيعيين.

من صنع هذه الفقاعات وجعلها تستمر طويلاً قبل أن تتلاشى؟.. الإعلام.. المجتمع.. قاماته وكباره..

أياً كان.. أتعلمون ما أثر هذه الفقاعات المجتمعية؟

إنها تصنع ضحالة .. تصنع ضحالة فكرية.. تقدير للمظاهر أكثر من البواطن .. تقييم للمظهر قبل العقل والخُلق .. انتشاراً للكلمات السوقية .. بعداً عن الفصيح والقيمة العلمية .. وبعداً عن القناعة بما أوتي الإنسان.. تصنع تضييع الفرص على أرض الواقع وأولها الوقت..

لا يعني ذلك كل الجيل ففي كل جيل نجد مبدعين وعلماء ومفكرين وموهوبين ومتطوعين .. الخ، ولكن كم وحجم الضحالة سيزيد إذا استمرت هذه الفقاعات في العيش والتجدد واستمر النشئ يتابعهم وينتقل بين التطبيقات من فقاعة إلى أخرى..

ولا يعني ذلك دعوة لأن يصبح التواصل الاجتماعي علمي أو هادف بحت.. إنما يكون إجتماعي من اسمه.. تواصل .. تكوين علاقات .. عرض انجازات.. جميلة الحسابات التي تعرض فنون التشكيل .. فنون الرياضة.. فنون الطهي.. وفنون السيارات وتزيينها.. والفنون المعمارية والديكور.. التي ترشح أماكن لزيارتها .. التي تكتب الخواطر .. التي تتحدث عن يومياتها بما يفيد الآخرين.. التي تصنع الطرفة بلا استهزاء.. بل حتى التي تعلن للمؤسسات والمحلات.. إلخ هذه لتنتشر لتصل للملايين ليتابعها الكل.. لكن ليس فراغاً يرتدي لباساً أصنع منه مشهوراً..

اجلس مع النشئ وأخبرهم أن لو كان لديك حفل كبير في عمل أو في مناسبة وستوجه دعوة ل3مشاهير و3 مشهورات في أي مجال من  ستدعو.. الجواب سيوضح لك ما المستوى القادم لغالب أفراد المجتمع..

دله على الحسابات ذات القيمة والأخبار الممتعة ودله على ذات القيمة..

إذا سلمته الجهاز لابد أن تسلمه شاحن الجهاز، ولابد أن تسلمه أيضاً توجيهك وارشادك ومتابعتك ومشاركتك..

ورغم إني لم أتابع أحداً من الفقاعات ولكن وبكل أسف تصلني مقاطعهم.. إنها لا زالت تصل للناس ومن شدة انتشارها تصل حتى لمن لا يتابعها ولا يريدها..

وقد انتشرت فيما سبق عبارة لا تجعلوا من الحمقى مشاهير وعبارة توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير.. أزيد عليها إن كان ولابد فزاحموهم بمن يستحق، بمن لديه مايقدم أياً كان..

التعليقات مغلقة.